سورة العنكبوت تسمى سورة الابتلاء والامتحان؛ يقول ابن القيم-رحمه الله-: "ذكر سبحانه –أي في هذه السورة- ابتلاء نوح بقومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، وابتلاء قومه بطاعته فكذبوه فابتلاهم بالغرق، ثم بعده بالخرق، ثم ذكر ابتلاء إبراهيم بقومه وما ردوا عليه وابتلاهم بطاعته ومتابعته، ثم ذكر ابتلاء لوط بقومه وابتلاءهم به وما صار إليه أمره وأمرهم، ثم ذكر ابتلاء شعيب بقومه وابتلاءهم به وما انتهت إليه حالهم وحاله، ثم ذكر ما ابتلى به عادا وثمود وقارون وفرعون وهامان وجنودهم من الإيمان به وعبادته وحده، ثم ما ابتلاهم به من أنواع العقوبات، ثم ذكر ابتلاء رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- بأنواع الكفار من المشركين وأهل الكتاب، وأمره أن يجادل أهل الكتاب بالتي هي أحسن، ثم أمر عباده المبتلين بأعدائه أن يهاجروا من أرضهم إلى أرضه الواسعة فيعبدونه فيها، ثم نبههم بالنقلة الكبرى من دار الدنيا إلى دار الآخرة على نقلتهم الصغرى من أرض إلى أرض، وأخبرهم أن مرجعهم إليه فلا قرار لهم في هذه الدار دون لقائه، ثم بين لهم حال الصابرين على الابتلاء فيه بأنه يبوئهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، فسلاهم عن أرضهم ودارهم التي تركوها لأجله وكانت مباء لهم بأن بوأهم دارا أحسن منها، وأجمع لكل خير ولذة ونعيم مع خلود الأبد، وأن ذلك بصبرهم على الابتلاء وتوكلهم على ربهم، ثم أخبرهم بأنه ضامن لرزقهم في غير أرضهم كما كان يرزقهم في أرضهم فلا يهتموا بحمل الرزق، فكم من دابة سافرت من مكان إلى مكان لا تحمل رزقها ! ثم أخبرهم أن مدة الابتلاء والامتحان في هذه الدار قصيرة جدا بالنسبة إلى دار الانت حبيبي والبقاء، ثم ذكر سبحانه عاقبة أهل الابتلاء ممن لم يؤمن به، وأن مقامهم في هذه الدار تمتع وسوف يعلمون عند النقلة منها ما فاتهم من النعيم المقيم وما حصلوا عليه من العذاب الأليم، وذكر عاقبة أهل الابتلاء ممن آمن به وأطاع رسله وجاهد نفسه وعدوه في دار الابتلاء ما به هاديه وناصره، فأخبر سبحانه أن أجلّ عطاه وأفضله في الدنيا والآخرة هو لأهل الابتلاء الذين صبروا على ابتلائه، وتوكلوا عليه، وأخبر أن أعظم عذابه وأشقه هو للذين لم يصبروا على ابتلائه وفروا منه وآثروا النعيم العاجل عليه.. فمضمون هذه السورة هو سر الخلق والأمر، فإنها سورة الابتلاء والامتحان، وبيان حال أهل البلوى في الدنيا والآخرة، ومن تأمل فاتحتها ووسطها وخاتمها وجد في ضمنها أن أول الأمر ابتلاء وامتحان ووسطه صبر وتوكل وآخره هداية ونصر والله المستعان .
وفي سورة العنكبوت يقول الله: "ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغنيٌّ عن العالمين" (6) وفي آخر السورة وعدٌ صادق من الله سبحانه يقول فيه: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" (69).
إنه لابد فيه من منكب قويّ وعزم حديد "ومن الناس من يقول آمنا بالله، فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله. ولئن جاء نصر من ربك ليقولُنَّ إنا كنا معكم. أَوَليس الله بأعلم بما في صدور العالمين" (10).
وفي سورة العنكبوت يقول الله: "ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغنيٌّ عن العالمين" (6) وفي آخر السورة وعدٌ صادق من الله سبحانه يقول فيه: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" (69).
إنه لابد فيه من منكب قويّ وعزم حديد "ومن الناس من يقول آمنا بالله، فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله. ولئن جاء نصر من ربك ليقولُنَّ إنا كنا معكم. أَوَليس الله بأعلم بما في صدور العالمين" (10).
الثلاثاء 22 أبريل 2014, 8:54 am من طرف امير بكلمتي
» ما هى اسباب الزيادة في اسعار العقارات فى الوطن العربى؟
الإثنين 24 ديسمبر 2012, 10:21 am من طرف abomalek
» من علم الكلمة في القرءان الكريم
الإثنين 24 ديسمبر 2012, 10:15 am من طرف abomalek
» .. خلفيات لأجهزتكم ...
الإثنين 31 أكتوبر 2011, 7:46 pm من طرف omar toto
» ]] أخطر أنواع الأطفال .. !!
الأربعاء 19 أكتوبر 2011, 6:38 pm من طرف omar toto
» تصنيف القلوب
الأحد 16 أكتوبر 2011, 11:16 am من طرف سعيد الحظ
» مفسدات القلب الخمسة
الأحد 16 أكتوبر 2011, 11:05 am من طرف سعيد الحظ
» فواصل ملونه
الأحد 16 أكتوبر 2011, 11:02 am من طرف سعيد الحظ
» من اروع ما قرات عن الصداقه
الأحد 16 أكتوبر 2011, 11:00 am من طرف سعيد الحظ
» لثغه بسينك
الجمعة 14 أكتوبر 2011, 8:55 am من طرف تعبت أبكي